تعتبر تونس من الدول العربية الرائدة على المستويين الثقافي، والتاريخي؛ فلها مكانة مميّزة، ولشعبها الطيب العديد من المزايا التي قلَّ أن تتواجد في شعب آخر، وقد أسهم ذلك في تميز العادات والتقاليد التونسية، ومما أسهم في ذلك أيضاً انتماء الشعب التونسي إلى الأمتين العربية، والإسلامية، مع عدم تخليه عن الطابع المغربي الجميل في نمط معيشته اليومية، ومن هنا فقد جمع هذا الشعب كافة العناصر الجذابة التي بثّت فيه نفحات روحانية لا نظير لها.
للعيد في تونس طابع خاص؛ فبفضل هذه الثقافة الواسعة، والعادات والتقاليد الرائعة بات العيد هناك مناسبة لها وزنها، وقيمتها، وأثرها على الحياة الاجتماعية، إلى جانب ما يحتويه العيد من قيم دينية، وروحانية، ووحدويّة، تسري في جسد الأمة الإسلامية من شرقها، إلى غربها. وفيما يلي لمحة عن تفاصيل العيد في تونس.
العيد في تونسيبدأ العيد في تونس قبل عدّة أيام من يوم العيد الأول، وفي عيد الفطر على وجه الخصوص تكتسي الليالي الأخيرة من شهر رمضان المبارك بحلة خاصة مزدانة بالعبادة، والتهجد، وقيام الليل، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والصدقات، وأعمال البر، والأعمال الاجتماعية التي تزيد من تماسك وتلاحم أبناء المجتمع الواحد. وهذا كله لا يمنع التونسيين من تجهيز الملابس، والحلويات لاستقبال أيام العيد السعيد، فتمتلئ الأسواق بالناس، ويذهب الناس رجالاً ونساءً لتجهيز أنفسهم، والتجمُّل حتى يظهروا في أجمل منظر بمجرد دخول العيد، ويمكن أن تلاحظ لهفة الناس وشوقهم لأيام العيد السعيد من خلال النظر إلى الشوارع، والمواصلات العامة، وما إلى ذلك.
في صبيحة اليوم الأول من أيام العيد، تقام صلاة العيد، كما ويذهب التونسيون لزيارة المقابر، والترحم على الأموات، واستمراراً لما كان يقوم به في شهر رمضان فإنّ المُسحِّر (بو طبيلة) ينشر الفرح والبهجة في الأحياء التونسية في أول أيام العيد من خلال أناشيده، وأدعيته الجميلة، والرنانة.
للعيد في تونس أكلات معينة؛ كما في باقي الدول، والمجتمعات العربية والإسلامية، ولعلَّ أبرز هذه الأكلات: الشرمولة والتي تشتهر في منطقة صفاقس؛ وهي عبارة عن سمك مملح، ومكوّنات أخرى مختلفة، أمّا في توزر فيقوم الناس هناك بتقديم الفول المطبوخ للمهنّئين في العيد، ومن أنواع الأكلات الأخرى التي يعدها التونسيون أكلة المشكلة، وهي نوعية مميّزة من الحلويات.
وتسود أجواء الألفة، والمحبة، والتسامح بين أبناء الشعب التونسي في أيّام العيد المباركة، ويقترب الناس من بعضهم أكثر وأكثر، ويزداد أيضاً تَلاحُم أبناء الشّعب التونسي مع باقي دول العالمين العربي، والإسلامي؛ وذلك من خلال القواسم المشتركة؛ كالقواسم الدينية، والاجتماعية، والاحتفالية، والتي ينتظر المسلمون العيد بشوق لا نظير له.
المقالات المتعلقة بالعيد في تونس